الأحد، 29 مايو 2011

صديقتــــان

كنا تارة فنانتين مبدعتين.. وتارة ناقدتين لاذعتين..
وتارة أخرى كاتبتين وقاصتين نملأ الدنيا بحاكايا لم تكتمل قط..
أو رسامتين نلون كل ما حولنا بألواننا التي نحب..
كنا تارة عالمتين في الرياضيات.. أو طبيبتين نشيطتين..
 كنا تارة مهندستين.. وتارة أخرى مستكشفتين عظيمتين..

كنا وكنا وكنا
أحلامنا لم ولن تحصى أبدا..
ولكن والأكيد.. كنا صديقتين..
نلتقي كل نهار.. نلقى حقائبنا الثقيلة.. ,نجلس على مقاعدنا الخشبية الصغيرة..
نتشارك أحلام حلمناها ليلة أمس.. أو قصة فيلم شاهدناه سويا..
وتأليف قصص ورسم شخبطات على الكراسات..
كنا صديقتين.. اول ما جمعنا هو حب واحترام وتفاهم نادرين.. وشجار واحد فقط!!..
جمعتنا بضع سنوات كبرنا فيها سويا..
وملأنا فيهم مستقبلنا بكل الخطط التي لن تكفيها أعمارنا..

ولكن.. فرقتنا أيام وسنون لا تعد.. ولن تعد..
مسافات ومسافات.. تكاد تكون بلا نهاية..
ومشاغل الحياة.. الكثيرة المملة والسخيفة..
وبهتت صورة تلك الأحلام.. علاها غبار التراكمات والنسيان..
لتبدو في بعض الأحيان.. وكأننا لم نعشها قط..
وكأننا كنا نتوهم الحلم.. وكأن ما جمعنا هو أمر عادي.. أحلام طفولة زائلة..

ولكن.. مع بهتان الصورة.. ونوم المشاعر..
مع النسيان.. والأيام..
يكون اتصال صغير.. أو رسالة رقيقة..
أو صورة تجمعنا.. أو موقف أراه يشابه ما عشناه..
يكون نتيجته البكاء.. كبكاء ليلة افتراقنا..
وأنسى زماني هذا.. وأعود إلى الماضي..
لأستعيد كل أحلامي بصورتها الزاهية.. والتي لم يمر عليها أي زمن قط...

كنا صديقتين.. ومازلنا..
حتى وان اقترقنا.. فما جمعنا هو أمر أعظم منا وأقوى..
لم يكن بيدنا بدايته.. وليس بيدنا نهايته.. وليس بمقدورنا نسيانه..
فنحن فعلا.. صديقتين للأبد


هناك 3 تعليقات:

  1. لو قلت خاطـرة رائـعة يبقى برضه قليل عليهـا :)
    كل خاطرة اٌقول دي حلوة تيحى اللّى بعديهـا أجمل :):)

    ربنا يديم عليكي موهبتك مهـا اللّى بتمتعينا بهـا علي طول :):):) ويحميكى :)

    ردحذف
  2. ربنا يخليك يا حمدي فرحانة انها عجبتك.. يارب أفضل عند المستوى المطلوب..
    والخاطرة دي انا حساها جدا وحقيقة جدا.. انا كتبت من قلبي مش أكتر :):):)

    ردحذف
  3. خاطره جميله ومن غير ما اقرا بعينى بقلبى حسيتها
    قلمك رائع جداً ..تحياتى ..

    ردحذف