الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

إلــى مريــم

بعض الأحلام انعكاسات للواقع..
بعضها رسائل..
بعضها لفت انتباه لنقاط غفلنا عنها..
بعضها فيه الراحة لأرواحنا ، وببعضها شقاء كنا في غنى عنه..
بعضها ترجمات لمشاعرنا..
وبعضها.. مجرد أحلام.

تشابهت ليالي تللك الفترة، أنام باكية، وأستقيظ دون أن أملك رغبة في أن أعيش يومي..
الحزن.. كان العنوان الرئيسي لأيامي.. تليه مشاعر الإنكار، الغضب، والإكتئاب.. يليه شعور عظيم بالذنب، ذنب لم أقترفه وحملته لفترة، شعور الذنب الناتج عن عجزي..

رغم تشابه الليالي.. إلا أن ليلة واحدة أذكرها، وسط أيام رمادية ضبابية فاقدة للملامح..
بدت ليلة اعتيادية.. بكاء، نوم، وأحلام مختلطة حزينة وغاضبة..
أنهض.. أتقلب في الفراش.. أعود للنوم والأحلام.. ولكن كان هذا الحلم مختلف..

أركض كي ألحق بمحاضرتي، صديقتي تسبقني، باسمة تسلم على الجميع، أحثها أن تسرع كي لا نتأخر، وقبل أن أدخل المدرج مباشرة، أرى زميلين لنا، بدت ملامحهما حزينة ويتابدلان الحديث، لمحني أحدهما، فقال لي دون أن تسمع صديقتي : " قوليلها.. متسبيهاش كده.. قوليلها إنها هتموت الليلة دي"
نظرت له غاضبة وهمست بضيق : "لأ مش هتموت.. أنا مش هسيبها تموت"
تأملني بأسى، وهز رأسه كعلامة لرفضة تصرفي..

جلسنا بالمدرج، هي خلفي مباشرة، تتابع ما يشرح بانتباه شديد.. وأنا أنظر لها على فترات كي أطمئن عليها.. فقالت مؤنبة لي : "انتبهي للمحاضرة"..
انتهت المحاضرة، لملمنا دفاترنا وبقية أغراضنا، وكما اعتدنا نتشارك طريق عودتنا للمنزل.. وفي الشارع، ونحن نسير سوياً، كلما اقترب منها أحد، أجذبها الناحية الأخرى، كلما وقفت سيارة يريبني مظهرها، أبعدها عنها.. قالت وهي تضحك :"بطلي تعملي كده.. هكون كويسة.. بس بطلي"..
نظرت لها بحزن.. ونظرت لي مبتسمة..
واستيقظت..
مر على هذا الحلم ما يقرب العام..

أذكر عندما علمت بخبر وفاة صديقتي، اتهمتهم بالكذب.. رفضت أن أصدق هذا.. هي لم تمت!!.. هاتفها خارج نطاق الخدمة.. ولم ترد على الرسالة التي بعثتها ليلتها.. لكنها ستيجبني.. أعلم هذا!!

أدركت الأمر بصعوبة.. فالعشرات لا يتفقون على كذبة واحدة!.. ولكن لم أنا؟.. هذه الأشياء لا تحدث لنا.. إنها تحدث للآخرين.. أن تموت صديقتك في انفجار لسيارة مفخخة!!!!!!!!.. لهي قصة مسلسل تلفازي أجنبي لا تحدث لنا نحن البشر العاديين!!!

وهنا.. انتابني شعور عارم بالذنب.. كيف لم أحمها!! كيف لم أنقذها!! كيف لم أحذرها!!،  كنت أحمِّل نفسي المسؤوليه.. كنت أبكي بحرقة كلما مر هذا الخاطر بي..
حمَّلت نفسي ذنب موتها.. ثم حلمت هذا الحلم.. لأستيقظ باكية.. وأتساءل "كيف كان لي أن أعلم!! كيف كان لي!!"..

أتذكر آخر لقاء لنا..
الصباح الباكر.. مصادفة.. في الشارع.. قد كنت متجه لكليتي. وهي بعد أن غيرت مجال دراستها لكلية أخرى، قد كانت صدفة غريبة.. وبسبب شوقي لها والمفاجأة، بكيت واحتضنا بعضنا، تبادلنا أخبارنا والعتاب اللطيف "ابقي اسألي" "والله حاضر".. افترقنا بعد قطعنا وعداً لكلينا أن نلتقي ونقضي يوماً كاملاً سوياً كما اعتدنا..
وأتذكر آخر كلماتها لي، بعثتها على صفحتي الشخصية "وحشتيني.. يارب أشوفك قريب"..

لكن لا مفر من تقبل الواقع.. نعم أشتاق إليها..
ونعم إن طريقة موتها لفاجعة كبيرة..
ونعم أبكي حتى الآن كلما تذكرتها..
ولكن.. وبمرور الوقت.. نتعلم كيف نتغلب على أحزاننا الخاصة والقوية..
حزني كما هو.. بقوته وعمقه.. لكني تعلمت كيف  أقاومه.. كيف لا أنهار أمام موجاته الغامرة..

قد أبكي.. لكني أمسح دموعي بذكرى باسمة..
قد قررت أن لا أسمح للحزن أن يطغى على الذكريات الجميلة.. ويحولها لنقاط ضعف أهابها..
النهاية حزينة.. لكنها مكتوبة فقط في الصفحة الأخيرة..
وما يسبقها من صفحات.. فسطورها سعيدة، مبهجة، ومشرقة..
هكذا أتقبل الحقيقة..

أتذكر إلحاح صديقة لي أن أكتب عن صديقتنا وعن وفاتها ومدى حزننا..
لكني رفضت.. فلم أقدر وقتها.. ولم أقدر حتى الآن..
قد أظلمها بسطوري وكلماتي الضعيفة..
لكني أكتب عني هنا.. عن فقدي وحزني.. وعن محاولتي للتعامل معهما..
أما عن صديقتي..
فلم تزرني في أحلامي من جديد..
وأعترف أن بالحديث عنها دموعي تغلبني..
وكم أفزع كلما تذكرت طريقة موتها..
فمازلت أحمل قدراً كبيراً من الحزن علي مقاومته لفترة طويلة..
وكلما حلت الذكرى.. كل ما أقدر فعله.. هو دعاء أنطق به لربي..

ولطالما كان الله عوناً لنا في مصائبنا.. 


الاثنين، 14 نوفمبر 2011

مطر و عيد ميلاد..


غَيمٌ ومَطر..
وغداً عيد ميلادي..
ولأنّي أحِب هذه الأجواء..
ولأني أحب رائحة المطر.. وماء المطر..
وابتسامة رسمها على وجهي وانا أركض منه وإليه..
ولأني أحب الهواء المشبع ببرودته الرقيقة..
هواء نظيف يمر عبر الروح لينقيها.. ويترك خلفة احساس حالم بالبهجة..
فسأعتبرها هدية يوم ميلادي.. فالمطر حياة.. وخير.. وتفاؤل..
سأعتبر هذه الأجواء هديتي الخاصة جداً..
والتي سأستمتع بكل لحظاتها.. =) ♥



الخميس، 27 أكتوبر 2011

ورائي من الأعمال ما يكفي لحبسي في غرفتي لمدة يومين كاملين حتى أقدر على إنهائها..
رسم تصميم نباتي عضوي في لوحة عن طريق دراسة تشريحية لثمرة ما!!!!!!!!!!!!!!!
تصوير فيلم بتقنية توقيف الحركة..
ويجب أن انتهي منهم الليلة وغدا !!!!!!!
بطريقة ما تكالبت كل الظروف حتى يتطاير مني الوقت..
بطريقة ما ركضت لهثت أرهقت وأُنْهِكَت كل قواي.. لتكون الحصيلة بعد هذا كله...
لا شــــــــــــــــــــــيء

ها أنا وسط كل هذا الزخم أسمع أغنية (حبيبي ولا على باله)..
ووسط كل هذا أترك كل الأعمال لأجلس على مكتبي أكتب ما أعانية بهدوء وأنا أتناول القهوة وكعكة الشيكولا!!!!

علني بهذا أجد الحل للوقت الضائع.. وجهاز الكمبيوتر الذي أخذ يومين كي نصلحه.. الكاميرا التي أخذها أخي وسافر.. وفوق كل هذا سفر أمي الذي أكل وقتي أكلا..
وللفروض التي أشك في كوني مستوعبة لكنهها حتى الآن!!!!!!!!!!!

لست بالطالبة الكسولة.. على العكس فأنا شغوفة جداً بمجال دراستي.. وأجد كل المتعة في أداء فروضي ومشاريعي..
ولكن.. تتعقد الأمور.. لأجد نفسي أركض مكاني.. ألهث أنهار مكاني.. ولا أتقدم خطوة واحدة للأمام!!

فأصرخ بكل غيظ (إن شالله عنك يا شغل ماتعملت)
وأترك كل فروضي.. أستمع لــ (حبيبي ولا على باله) وأكتب عن كوني مغتاظة جدا وللغاية..

علّني بعد أن أفرغ هذه الشحنة السلبية من المشاعر أرجع للعمل بصفاء ذهن..
فمازال أمامي بضع ساعات.. سأحاول خلالها إدراك أي شيء..
فأنا أثق دوماً بأن الساعات الأخيرة تحمل المعجزات..
علّني أصادف معجزتي الصغيرة..
أرجو حقاً أن أصادفها..
 
 

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

قهوة سكر زيادة

"ماذا تريد أن تشرب؟" قلتها بجفاء.. وببرود..
رد باقتضاب "فنجان قهوة.. لو سمحتي"، بدا صوته مختنقاً.. لكنه لم ينظر لي حتى، ظل مطرقا برأسه يتأمل يديه.. أي برود هذا؟!!!..
نهضت بعنف نوعاً ما، لأظهر سخطي وغضبي..
اتجهت للمطبخ.. فتحت الرف العلوي.. وأخرجت (الكنكة) ووضعتها أمامي..


قهوة (سكر زيادة).. كيف تزوجت رجلا يحب قهوته (سكر زيادة)؟!!!
لطالما أحببت الاعتدال.. الوسط.. أما هو.. فيبحث عن (الزيادات) في كل شيء في كل شيء..

"ليس بمقدورنا تحلية كل أمور حياتنا.. فدعيني أحلّي تلك الأشياء الصغيرة.. فبها قد أقدر على تحمل مرارة ما هو أكبر"، هذا ما كان يقوله دوماً..
وضعت السكر.. البــن.. الماء.. وشرعت أقلبهم سوياً.. البــن يتكتل.. أحاول إذابته.. وحياتي تتكتل.. كيف أذيب تكتلات حياتي؟!!..
هو لا يحب إلاّ القهوة (المحوجة).. مابلها القهوة العادية؟!!.. المزيد من النكهات.. المزيد من الزيادات.. والمزيد المزيد من تلوين الواقع بألوان الوهم..

أبحث عن الكبريت.. أين هو؟!!.. أفتح الأدراج.. أقلب محتوياتها بعصبية..
ويأتيني خاطر شرير.. لمَ لا أضع له أي شيء في قهوته.. رجل مات بقهوة مسمومة.. ليست بفكرة جديدة.. بل هي محفورة في ثقافتنا..
"
فليجعل الله يومي قبل يومك"، جملته تتردد في ذهني.. فأهز رأسي بقوة.. لأنفض عني فكرة القهوة المسمومة.. لأجعل صوته يتلاشى..

خرجت من المطبخ متجه نحوه.. وقلت بلا تعبير: " هل معك كبريت أو قداحة؟".
بحث في جيوبه.. وأخرج علبة كبريت صغيرة.. "تفضلــــي".. أخذتها منه بأطراف أصابعي؛ كي لا ألمس يده..
نظر لي مباشرة في عيني.. فأشحت بهما هاربة.. يبدو أنه قد فهم حركتي تلك.. لكنه رغم هذا ابتسم..
لم عينيه حمراوتين هكذا؟!!!

عدت للمطبخ وتأملت علبة الكبريت.. كانت تحمل اسم الفندق الذي يبيت فيه..
هو يبيت في أفخم الفنادق، وأنا هنا أعاني.. وكله تحت مسمى (لا أريدك أن تعاني.. سأرحل أنا)..
بل أنا أعاني.. أعاني.. أعاني..
هو يبيت في فندق ويحصل على أفضل خدمة.. وأنا أبيت في المنزل وأحصل على الوحدة..
أشعلت الموقد.. بعد أن كسرت بعصبيتي عدة أعواد ثقاب.. نار هادئة.. كشمعة.. حتى أستخلص كل نكهة البــن..
وضعت (الكنكة) ولم أنسَ ذلك الحامل لأثبتها؛ كي لا تتراقص على الموقد..

أسندت ظهري على طاولة المطبخ.. وتأملت الشعلة الصغيرة..
أذكر يوم أشترينا هذا الموقد.. يومها أصر أن يركبه بنفسه.. هبت النيران فجأة في وجهه.. لكن ردة فعله السريعة أنقذته.. فلم يصب بشيء.. إلا أن حاجباه قد احترقا من مواضع صغيرة..
يومها ضحكنا حتى دمعت أعيننا.. حتى آلمتنا أضلعنا..
والآن أبتسم إثر هذه الذكرى..
أطل برأسي ناحية القهوة.. أتأكد أنها لن تفور مني..

"ليس بأفضل كوب شاي في العالم.. ولكن يجب أن تشربيه كله".. كنت مريضة.. زكام قاتل.. لم أعد أذكر كيف بإمكاني التنفس من أنفي..
أخذت رشفة من الكوب.. ليقشعر جسدي كله.. وقلت بانفعال: "ماذا وضعت فيه؟!!!".. قال بفخر: "الليمون.. الكثير من الليمون"،  ثم رفعه ناحية فمي، وأكمل: "هيا.. كله.. إشربيه كله..".

بدأت في هز ساقي بتوتر.. متى تنتهي هذه القهوة؟!!!...

الصباح الباكر.. كنت أقف في الشرفة أشرب من فنجاني المفضل.. دلف الشرفة ثم قال وهو يحك ذراعية بيديه: "يا إللهي الجو بارد.. كيف تقفين هكذا!!".. عاد إلى الداخل.. ثم رجع ووقف خلفي ليضع الشال على كتفيَّ.. ثم أراح ذقنه على على كتفي وقال بفضول: "ماذا تفعلين؟".. قلت له بخفوت: "لحظة واحدة" صمتنا لحظات قبل أن أكمل بحماس خافت: "ها هو".. همس "ها هو من!!!"، أشرت له في الاتجاه الذي أنظر  إليه.. نظر هو الآخر وظل يحك كفيه ببعضهما..
كان صبي.. مراهق.. يحمل بيدية زهرة بيضاء.. وضعها أمام نافذة في الطابق الأرضي.. ثم ركض ليختبئ..
قال لي: "لا أفهم.. ماذا هناك؟" أشرت له أن يصمت.. بعد لحظات.. فُتحت النافذة.. ليطل رأس فتاة في نفس العمر.. ترتدي ملابس المدرسة..
أخذَت الوردة ونظرت للشارع شبه الخالي.. تبحث بعينيها عن صاحب الوردة.. تأملت الزهرة مرة أخرى وابتسمت، ثم أغلقت النافذة..
هنا تنهدت ووضعت يدي موضع قلبي.. لأبدو متأثرة جداً.. نظر لي باستغراب وقال: "ما كل هذا!!!" .. أغمضت عيني وقلت: "أنت لا تفهم".. قال مبتسماً: "أفهميني"..
فتحت عيني وقلت: "هو يفعل هذا كل يوم..يضع لها زهرة بيضاء.. ويختفي.. هي تأخذ الزهرة.. وتبحث بعينيها عنه.. كل يوم.. وأنت لا تدرك لمحات هذا الحب البريء!!"
تأمل وجهي لحظات بصمت.. ثم طبع قبلة على وجنتي.. لأشعر ببرودة أنفه وشفتيه الشديدتين.. وقال بهدوء: "أرجو أن يكون الشال قد دفأك قليلا".. وعاد إلى الداخل..

بدأت دموعي تسيل.. لمَ أبكِ الآن!!!..سمعت طقطقة القهوة.. لقد اقتربت من الغليان..
حاولت مسح دموعي.. لكني لم أستطع.. فقدت السيطرة على نفسي.. أخذت أبكي بقوة.. أحاول أن أخفض صوتي.. لكني قد انهرت تماماً..
جلست على الأرض.. واضعة يدي على فمي.. القهوة تغلي..وأنا لا أقدر على النهوض..
أفلتت مني بعض النهنهات..فأغمضت عيني.. لتظهر كل تلك الصور.. لحظاتي التي عشتها معه.. صور متسارعة.. متزاحمة.. هذا لا يساعدني.. لا يساعدني على الإطلاق.. بكائي يزيد..
فتحت عيني.. لتقعا على القهوة التي قد فارت.. ولتقعا أيضا عليه.. يقف أمامي ينظر لي بحيرة وتساؤل.. ينظر لي بحزن..
أطفأ النار.. فقلت وسط نشيجي: "لقد فارت.. القهوة لقد فارت".. ثم أعدت يدي على فمي محاولة التحكم ببكائي..
تأملني لحظة.. ثم جلس جواري على الأرض.. وأخذ يمسح دموعي بيديه.. وقال بابتسامة حزينة كعينيه الدامعتين: "نعم.. القهوة تفور أحيانا.. ولكنها تهبط مرة أخرى.. فور إطائنا النار تعود لمستواها.. والحياه تفور.. تثور.. وتغرقنا في ثورتها هذه.. ولكننا فور اطفائنا النيران.. تعود كما كانت.. تهدأ.. تستقر.. كما كانت"..
دفنت وجهي في صدره.. أكمل بكائي متمتمة بكلمات غير مفهومة.. وهو يربت علي برفق.. بدأت أنسى لم غضبنا.. وكيف غضبنا..
وكيف أضحت كل التفاصيل التي أعشقها فيه أسباب كره زائف..
بدأت النيران تهدأ.. تخبو.. تنطفيء.. لتزول كل ثورتي.. ليزول غضبي.. وكل أسباب فوراني







الأحد، 16 أكتوبر 2011

كان نفسي أكون شجرة...

كان نفسي أكون شجرة...
مش عارفة ليه.. يمكن عشان ناس كتير بحبهم نفسهم يطيروا ويبعدوا..
ويحلّقوا فوق بعيد في السما..
لما أسمعهم بيقولوا كده.. بدايق.. وأقول ليه!!.. ليه الكل عنده سبب يخليه عايز يبعد.. يطير بعيد.. وكأنهم فاقدين معنى الحرية.. وعايزين يدوًّروا عليها في مكان تاني..
بس هو مين حر!!.. أكيد مش من كتر الحرية إللى أنا عايشة فيها..
زهقت وعايزة أكون شجرة.. شوية حبسة يعني من باب التغيير!!..
بس أنا نفسي أكون شجرة كبيرة.. ليا جذور ضخمة طويلة.. ممدودة في الأرض متعرفش آخرها..
عايزة يكون ليا ورق كتير.. أخضر وكبير.. وكمان عندي فاكهة لونها أحمر.. تفاح، فراولة*، بلح، أو رمان.. أي فاكهة لونها احمر مبهجة، حلوة، وتشد العين..
وأنا صغيرة.. كانت عندنا شجرة كبيرة في بيتنا.. كنّا على طول بنلعب حوليها.. وعلى طول بنتخيل قصص ومغامرات وحكايات خرافية عند جذعها..
وساعات كتيرة كنت بكلمها وأشكيلها.. ولما أخويا كان بيحفر في جذعها أو يخدشه.. كنت بزعل جداً وأقوله إنه بيجرح الشجرة والشجر أكيد بيحس!!..
يا ترى لو كنت شجرة.. هل هيجي ناس حوليا.. يحكولي ويشكولي.. ويقضي عندي أوقات يفتكروها على طول العمر.. ياترى؟!
أو يمكن لو كنت شجرة.. يمكن.. كان كل الناس إللي بحبهم وإللي عايزين يطيروا ويبعدوا.. يبنوا أعشاش ليهم على غصوني.. عشان مهما طاروا ومهما بعدوا.. هيرجعوا.. لأن بيتهم هنا.. وهيفضلوا جنبي على طول..


--------------------------------------------------------------------
*مع العلم إن الفراولة مش بتطلع في شجر..
 
 

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011


وظلّت سؤلاتي تؤرقني..

"هل هناك شخص في حياتي يشعر ناحيتي هكذا!!..
هل هناك شخص أُحلّي له حياته!!.. وأجعل للأشياء طعمها المميز بوجودي!!..
ولا يستطيع أن يعيش أي شيء بدوني.. لأنه وبدوني لا تكتمل حلاوة الحياه!!"

وخِفت أن أعطي نفسي إجابات.. لم أحب أن أزيد إحباطاتي..
وتركت سؤالتي تحلق فوق رأسي عدة أيام.. تُغير علي.. فينهكني التفكير ثم تتركني غارقة في حيرتي..
ولكني صمدت.. ولم أعطيها أي إجابات..
وكلما إزدادت الأزمة.. دفنت نفسي أكثر في مجموعتي المحببة من الأفلام الرومانسية والموسيقى الهادئة.. كنوع من تشتيت إنتباهي..
ولكني ولسوء حظي لم يزد الوضع إلا تعقيداً وعمقاً.. وإحباطاً..

الخميس، 22 سبتمبر 2011

قهوة

الـقهـوة..
بماذا يمكنني أن أصف تلك اللآلئ الداكنة..
وبماذا يمكنني أن أصف ذلك القدح الذي تتحسس أطرافة أصابعنا..
بين شغف الرشفات.. ورهبتنا من أن ينتهي..
لتصبح كل قطرة متعة مجسدة.. لتحمل كل قطرة نفس القدر من العطاء..

الـقهـوة..
مُرة.. كوصف أولي.. أعتقد أن هذا صحيح..
ولكن وبمكعبين من السكر يمكن التغلب على هذا..

غنية.. بمفردها.. حتى قبل إضافة الحليب أو الكريمة.. غنية بذاتها.. بمفردها.. بدون إضافات..

عميقة.. بعمق ما تحمله لنا من أفكار.. ما تجعلنا نفكر فيه.. بمقدار ما تحمله لنا من فلسفة تنساب في عقولنا كالبخارها..

متقلبة.. فكل قدح يحمل طعم مختلف..
الآن أنا مرحة أحمل الحب.. إذاً فقهوة أقل.. حليب أكثر.. كريمة على الوجه.. ومكعب سكر.. وقليل من رذاذ الكاكاو !!
وبعد قليل.. بدون أي اضافات.. قهوة سوداء.. قهوة حزينة.. بمفردها في الفنجان.. كمزاجي.. داكن وكئيب..

مميزة.. كما اعتدناها من أيدي من نحب.. وإن لم يجذبنا طعهما.. فتكفي ذكراها منهم.. وأننا حضرناها سويا.. نضع كل مكوناتها محاطة بالقصص والثرثرة.. ضحكات وحب.. سهرات طويلة.. وذكرى فنجان قهوة..

ناعمة.. تهدينا ما نبحث عنه.. الاسترخاء.. نرشف القليل ونغمض أعيننا.. نذوب أكثر في مقعدنا.. وتختفي كل المتاعب.. وكأنها كانت حلم مزعج ورحل..

قوية.. كوب مركز.. لنعود إلى نشاطنا.. مشروب طاقة.. بل أفضل.. رفيقة أيام السهر والليالي الطوال.. وداعمة جيدة.. وطاردة للنعاس..

رفيقة جيدة.. فحولها نجتمع.. وقد نذهب إليها خصيصاً في المقاهي.. برفقتها تطول الجلسات.. نطلب المزيد.. نتقاسمها.. وبها نحكي ونتاجدل.. نتفلسف ونحلم.. وقد نتشاجر..
أو بمفردها.. في شرفة.. على طاولة عادية أو مكتب.. في السيارة.. أثناء التمشية.. رفيقة حقيقية.. تنسينا بعض الوقت.. تمنحنا رفقة تفوق حجمها الصغير..

ثرية.. متنوعة.. متجددة.. محبوبة.. متلونة.. خفيفة وكثيفة.. متنكهة.. قابلة بأن تكون أي شيء نريد..

ولكنها.. وبعد كل هذا.. مخادعة..
فور انتهائها.. تعود أقدامنا إلى أرض الواقع.. فبعد أن انسلت منا إلى عالم الأحلام الحية.. نعود إلى عالمنا.. بعد أن ذقنا نشوة ما نريد.. تَسحب منا هذا.. فهذا عطاؤها.. وقد أخذته..
هل نعاتبها؟.. هل نغضب؟.. لا أعتقد هذا.. بل نكتفي بتقلب مزاجي ساخط بعض الشيء.. ساعات معدودة.. أو حتى بضع دقائق.. ليجرنا الشوق ونصنع المزيد.. لنعود إلى أحلامنا المغلفة برائحة القهوة.. بلون القهوة.. بنكهة القهوة.. وأعتقد أحياناً أنها مغلفة بذكاء القهوة..



 

الجمعة، 9 سبتمبر 2011

فِي بعض الأحْيَان.. قد تُختَزل السَعادة في كُـوبِ مِن الشوكولا السَاخِنـة وكِتَاب تُحب صُحبته.
 

الخميس، 8 سبتمبر 2011

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

أحلامنا نجوم..


أحلامنا نجوم.. الكثير منها بعيدة جداً.. لم نرها بعد..
تلمع في خفوت.. تحجبها السحب أو ظلمة الحياة..
والقليل منها وصلنا إليه.. أمسكناها بعد تعب..
سعدنا بها.. ووضعناها على صدورنا..
لنعلم الجميع ما وصنا إليه.. لنسعد دوماً بما حقنناه..
والبعض من نجومنا.. ننظر إليها في شغف..
تنثر رذاذها على طريقنا.. لتضيء طريقنا الطويل..
نتراقص على أثر النثرات.. نحلم بتلك النجوم القريبة البعيدة..
أحلامنا الحالية.. هي ما تقودنا.. قد نصل إليها لتنضم إلى نياشين إنجازاتنا..
أو قد تخبو مع الزمن.. للتوارى خلف حجب الزمن..
وقد نتذكر بعد إنتهاء طريق الحياة..
أن لنا نجم سطع في مكان ما في طريقنا.. له موضع في السماء لم يره غيرنا..
نجم أضاء لنا الطريق لفترة.. أفرحنا بضوءه.. وأحزننا بفقده..
أحلامنا نجوم.. منها ما استطعنا امساكه.. ومنها ما استطاع الهرب منا..
ولكنها دوماً كانت نجوم شمال..
دوماً كانت تهدينا وترشدنا.. نجوم ترينا إتجاهاتنا في الدروب كي لا نضيع..