الاثنين، 24 يناير 2011

نـهــاري

سأصنع نهاري الجميل بنفسي
صباح الخير "لنفسي" أولا
رغم برودة الجو إلا أني أغسل وجهي بالماء البارد
أرى انعكاس وجهي في المرآة فأمنح نفسي ابتسامة واسعة
ثم أتناول مكعب من الشيكولا ليذوب في فمي ببطء
وبالشيكولا.. برمجت "مزاجي"
أصنع قهوتي "المضبوطة".. ملعقة سكر مع الكثير من الحب في فنجاني المفضل
كلا لن أتناول شطيرة الجبن البائسة
بل الفاكهة المغطاه بالعسل هذا ما سأتناوله
أستمع لي "التون جون" "هل يمكنك أن تشعر بالحب الليلة"
can you feel the love tonight
أستبدل في دندنتي مع نفسي "الليلة" "بالصباح"
نعم أستطيع.. أبتسم وأصب الحليب على القهوة
أبتسم كثيرا..
هل أنا أبتسم بسبب القهوة و الشيكولا والعسل
هل أكثرت في امتاع نفسي وتدليلها
أبتسم مرة أخرى.. لا يهم
هل أكتب ما أفكر فيه.. أم أرسمه
لا أدري.. أفاكري كثيرة.. كثيرة جدا
رغم أني لم أنم جيدا واستيقظت عدة مرات ليلة أمس
إلا أني أشعر بالنشاط
لازلت حائرة فيما قد أفعلة اليوم..
الاجازات.. لم أحبها قط
تمنحني الكثير من الوقت لأفكر في أشياء.. ليس من المفترض أن أشغل لها بالا
ليست كل الأيام مميزة.. وليست الأيام مميزة "عادة" بأحداثها
عادة ما تكون مشاعري سبب اختلاف يومي عن بقية الأيام
عادة ما يكون الاختلاف صادر عني أنا.. من داخلي
مممممممممم.. ها أنا أحتار في يومي الجديد..
أرشف قهوتي
أعود مرة عاشرة لأبتسم..
حسنا.. لن أتفلسف كثيرا
لن أضيع صباحي الجميل في دهاليز أفكاري..
أنهي سطوري على انغام أغنية
"lady"
بداية جيدة لهذا اليوم
أرجو أن تكون بقيته كبدايته
يوم مفعم بالحلاوة والدفء والابتسام

7 am
23/1/2011
sunday

إهداء إلى صديقتي الحبيبة: مها حازم.. لقد أحببتني في كلماتي


الأربعاء، 12 يناير 2011

قهوة وموسيقى.. وأشياء أخرى

كوب قهوة وموسيقى حالمة
أشياء تحيي داخلي الانسان.. الشجون.. والحب
رائحة القهوة تداعب كياني.. 
تدغدغ مشاعري..
لأكتب أو أذاكر..
لأسرح بعقلي وأرسم كل ما أحب وأعشق..
لأعيشه بحرية وسعادة..
وما أجمل آخر رشفة في الفنجان.. تحمل الخلاصة..
تحمل الشوق.. 
وتحمل الحزن لأن فنجاني قد انتهى...
تحمل ذكرى أحلامي التي عشتها..
وتسربت مع بخار قدحي المنتهي.


كــــم أكـــــره

كم أكره أن تتأجج بداخلي مشاعر كثيرة.. أن يعتريني من الأحاسيس مايفوق قدرتي على الاحتمال.. لكن يعجز لساني عن قول كلمة واحدة عما بداخلي.. أعجز عن الوصف.. عن الحديث.. فأكتفي بالصمت.. أكتفي بنظرات حائرة.. نظرات تصرخ في صمت

كم أكره أن أصمت في وقت أردت فيه الكلام.. وقت لو تكلمت فيه لارتحت.. فتظل الأمور معلقة.. مبهمة.. يعتريها الغموض و تتلاعب بها الأقدار

كم أكره أن اتأمل كل شيء.. أن ألاحظ كل شيء.. أن أفهم كل شيء.. وأظل غير قدرة على تغيير شيء.. إحساس آخر بالعجز يؤلمني ويقهرني

كم أكره أن أعترف بضعفي.. واحتياجي ليد تحتويني وتهديء من روعي.. فأقسو على نفسي وأحملها ما لا تقوى عليه.. فأنهار من الداخل.. وأتساقط.. وأتوارى خلف مظهر خارجي من الجمود واللامبالاة



الثلاثاء، 11 يناير 2011

وكلانا في الصمت سجين (2)

"العنوان مقتبس من قصيدة للشاعر الكبير فاروق جويـــدة"
 *************************************************


لم يدر ما شعر به ساعتها.. فقد توقفت كل أفكاره ومشاعره، أكمل العامل:
"بس خلّي بالك.. إللي بعمله ده ممكن يقطع عيشي.. مش أي حد يعمل كده"
مد يده إلى جيب قميصه، وأخرج كل مابه من نقود و أعطاها للعامل الذي أخفى النقود سريعا وهو يقول:
"أنا قلت انك ابن حلال وتستاهل ان الواحد يساعدك"
ارتدى "البالطو" كوسيلة للتخفي، لم يدر كيف سار في ممرات المشفى.. او كيف صعد كل تلك السلالم، لكنه وجد نفسه أمام حجرتها والعامل يقول له:
"ادخل بسرعة، قدامك نص ساعة على ماتيجي الممرضة"
لم يجد الوقت ليتضايق من اسلوب العامل أطرقة حديثه، دلف الحجرة في هدوء شديد وأغلق بابها خلفه، ثم استدار
لتقع عينيه على الفراش، على كل تلك الأسلاك والأنابيب وعليها... على جسدها الضئيل ووجها الشاحب النائم
اقترب في صمت.. صمت يخترقه صوت جهاز القلب بصفارته الكئيبة، لم يدر ماذا يفعل.. هي نائمة كملاك.. ود لو كان مكانها
ركع جوار الفراش، وامسك يدها الصغيرة الباردة في رفق
لم يستطع ترجمة ما يجتاح كيانه.. لكنه تمنى لو توقف العالم هنا.. لو توقفت حياته هنا.. ليشعر ما يشعره إلى الأبـــد
احتضنت أصابعها أصابعه.. أجفــل.. رفع رأسه في فزع ليراها تبتسم في ضعف، قال في خجل:
"أنــا.. أنــا"
قاطعته في وهن:
"شــشــشــشــشــش.. عــارفة.. أنا عــارف"
لم يفهم ما جرى له.. لقد أخذ في البكاء.. انفجر باكيا وكأنه طفل صغير.. دفن وجهه في كفها وبكى بصوت عالٍ.. لقد فقد السيطرة على نفسه..
بكى كمن يغسل كل خوفه وحزنة وفزعة بدموعه.. بكى كمن نال الرحمة والغفران
شعر بيدها الأخرى على رأسه، تربت عليه في رفق وتقول:
"أنا برضو كنت خايفة أوي.. خايفة لأموت من دون ماتحس بيا.. أو تعرف إللي فيا"
رفع رأسه وقبل يدها.. لم يعد يقوى على الكلام.. حتى لو تكلم، ماذا يقول؟!!!.. لا توجد كلمات خلقت لتصف ما هو فيه الآن
وقبل أن يقرر ردة فعله، وجد باب الحجرة يفتح، والعامل يقول في توتر:
"يلّا يا أستاذ.. الممرضة جاية دلوقتي.. يلّا الله يسترك"

نظر لها في هلع، أيتركها؟؟.. كانت لاتزال مبتسمة، وهي تقول بصوتها الخفيض الدافيء:
"روح دلوقتي.. لسة في بكرة"
ترك يدها كما يترك الغريق طوق النجاة.. عيناه الخائفتين تتعلقان بوجهها الباسم، والعامل يجذبه في إلحاح: "يلّا يا أستاذ.. هتودينا في داهية"
خرج مع العامل مسرعا، وعاد إلى السيارة.. جلس على المقعد وقلبه لا يتوقف عن النبض في قوة.. لأول مرة منذ أيام يبتسم، ويشعر بكل تلك السعادة.. يشعر بكل تلك الراحة
أغمض عينيه لوهلة.. ليستجمع أفكاره.. لكنه لم يستطع فتحهما.. خانته قواه أخيرا.. ونـــام
أخيرا تسللت السكينة إلى نفسه.. وتمتلكها.. لينام على مقعدة في السيارة.. أمام نافذتها
ينام وهو يشعر بأنها هي التي تحرسه
بأنها هي من أنقذته
وأنقذت روحه

السبت، 8 يناير 2011

وكلانا في الصمت سجين (1)

"العنوان مقتبس من قصيدة للشاعر الكبير فاروق جويـــدة"
 *************************************************

لم يشعر في حياته بمثل هذا الجنون
حقا يشعر بكل عروقه تنبض فزعا وجنونا
هو يقبع جوار المشفى منذ عدة أيام.. يقضي نهاره في السيارة.. يتأمل المبنى.. يرتجل منها ليدور عدة دورات حوله، ثم يعود خلف المقود
بنظر إليى نافذة واحدة.. نافذتها
قد علم منذ أيام أنها أصيبت في حادث.. وأن حالتها حرجة.. وأنها كادت أن تموت
بل كاد هو أن يموت، لم ينم من يومها، لم يذق طعما للراحة

أصبحت السيارة بيته، كاد أن بتشاجر عدة مرات مع صاحب البقاله التي يوقف السيارة بجوارها، صاحب البقالة يطلب منه الرحيل، لقد شك في أمره
لا أحد يفعل ما يفعله، لكن هيهات الرحيل.. هذا ما أوضحه لصاحب البقالة
كيف يرحل من دون أن يراها؟!! أن تنام عيناه دون أن يراها!!
وقد اقتنع صاحب البقالة.. أو أشفق عليه.. لا يهم.. المهم أنه هنا
لكن لا يدري بأي صفة يراها.. بأي صفة يدخل حجرتها بالمشفى
هي روحـــه.. إذا فله أسبابه ومقتنع هو بها.. من حقه أن يراها

لكن كيف يقنعهم؟!
قد رشى بعض العاملين في المشفى ليعرف أخبارها
تتحسن.. لكن ببطئ.. لا تزال نائمة في الفراش لا تقوى على الحراك
وهو لا يقوى على الحراك وترك المكان
لكن حتى هي.. كيف يراها وهو بالنسبة لها مجرد شخص عابر
لا تتعدى علاقتهم السلام والسؤال عن الحال والمستجدات.. وابتسامات بسيطة
كيف له أن يضايقها بوجوده؟!
أن يفزعها بوجوده؟!
لكنها من تفزعه الآن.. من تقتله الآن.. مايجتاح أعماقه لنار تكاد تحرقه وتفنيه..
نار لن تخمد إلا برؤيته لها.. برؤية وجهها..
حتى وان استجمع قواه.. فأمها لا تفارقها.. قد علم هذا من العاملين هنا
أمها عين ساهرة لاتغفل.. تكاد لا تنام

لكنه أيضا لا ينام.. بنظر لوجهه في مرآة  السيارة.. عيناه غائرتان إلى حد مخيف، ذقنه غير حليقة، شعره في أسوء منظر يراه على الاطلاق
يبدو كوحش آدمي

يفرك عينيه بكلتا يديه.. ثم يعيد النظر إلى نافذتها من جديد
النافذة التي حفظ كل تفاصيلها، لون طلائها، خدوشها، حتى تلك الزاوية التي سقط عنها الطلاء يحفظ شكلها.

هائم في أفكاره.. تائه في نفسه.. أصبح معلقا بين السماء والأرض. ينتظر الرحمة أو العقاب.. فلم تعد روحه ملكه بعد الآن.

"يا أســــتاذ.. يا أســــتاذ"
طرقات سريعة على زجاج السيارة.. طرقات سحبته من عالمه.. فانتفض في قوة وحدق للعامل في عدم فهم،
فتح النافذة وهو يقول في توجس:                                       
"خيـــــر"
رد العامل بابتسامة واسعة:
"لا خير ان شاء الله، والدة الآنسة إللي بتسأل عليها كل يوم لسة ماشية حالا، وقالت هترجع كمان ساعتين كدة.. تقريبا هاتقضي مصلحة عالسريع وتيجي.. أصل بنتها اتحسنت قوي النهاردة"
اتسعت عيناه وهو يسأل العامل في حذر:
"قصدك إيه؟!!"
ضحك العامل وقال:
"تعالى انت بس.. أنا هدخلك المستشفى وأوصلك لحد عندها تطمن عليها"

الجمعة، 7 يناير 2011

اشتقت إليه

اشتقت إليه
وانكر هذا إلا أمام نفسي
ماذا قلت؟!! وماذا لم أقل في آخر لقاء بيناا؟!!
لا أذكر.. كل ما أذكره جفائي الشديد وسخريتي منه
حنقي من تبسطه وابتسامته
وغضبي من فهمه لي
انه يعرف عني ما لا أعرفه
وهو آخر ما قد أفكر فيه
أو كنت أظن هذا

اشتقت إليه
أم اشتقت للقاء نفسي معه؟.. نفسي التائهة إلا معه
تطمئن بجانبه نفسي.. تهدأ وتكتسب قوة ووضوح
نفسي المسيطرة.. فقط معه

اشتقت إليه
وللدفء اللذي يلفني حين إلقاه
واحساس الألفة وسط الأغراب
فهو معي، ما ان أرفع رأسي حتى أراه يحيطني ويحرسني
ونظرة من عينيه تقول "لا تقلقي انا هنا.. بجانبك"

اشتقت إليه
ولا أذكر متى زاد الاشتياق
لكني أعلم أني فقدت عطرا ووجها وابتسامة
وعينان لا أرى غيري فيهما
فقدت روحا تحوم حولي وتحميني
وقلبا تنطق نبضاته اسمي
فقدت صوتا يحمل حنان الأرض بين ثناياه
ويدا تمسح عبراتي وتعيد البسمة إلى شفتي

اشتقت إليه
ولازلت أنكر هذا إلا أمام نفسي



أقولك إيه!!

أقولك إيه ولا إيه؟
صدقني.. الكلام تاه مني وضاع
ومتبقاش منه غير طعمه الغريب جوايا
متبقاش غير كام سؤال محتاره إزاي أقولهم
أو إزاي أسألهم
متبقاش غير خوفي وقلقي من حاجات
عمري مافكرت أو صدقت وجودها
أقولك إيه.. وانت فاهمني اكتر مني
أقولك ايه.. في وقت تاهت فيه حروفي
وبقيت غريبة وسط مشاعري
في وقت.. كل إللي بتمناه
اني أحط راسي على كتفك وأغمض .. وأخبي وشي
وأنساني 
انسى كل كلامي
وانسى أسألتي وتوهاني

فيزياء حبي أنا

ده مش تشاؤم
ده تاريخي من أيام ثانوي
وياريت محدش يقولي تفائلي مش مع الفيزياء

وتظل مادة الفيزياء لغز مستعصي على عقلي
لاأفهمها.. ولا أحبها
ولا أدرك ماهيتها
فقط دواء كريه الطعم آخذه مجبرة.. عل الشفاء قريب
ولم أشف حتى الآن
قوانينها.. رموزها.. رسماتها.. ومصطلحاتها
كلها تتداخل في عقلي لتكون شبكة معقدة
أتوه فيها وأتوه
فعلت كل شيء ليحببني فيها
غنيت قوانينها
ربطها بالطرائف والنكت
قمت بمشاهد تمثيلية نصها الفيزياء السقيمة
ولا أمل
يبدوا أن خلايا مخي تأبى أن تستوعبها
تأبى أن تحتفظ بها في ملف الذكريات
وأظل أتأمل أكوام الورق
وذلك الكتاب المكتنز القصير
ويغمرني اليأس.. الإحباط.. الحنق.. والغضب
وتتلاحق أسألتي
وماذا بعد؟
مانهاية تلك القصة المملة المتكررة؟
وتتبخر كل الأسئلة.. ليبقى سؤال واحد يؤرقني
هل سأشفى؟

محاضره د.عكاز
11:40 صباحا
2008

الحزن صديق وفي

لست أكثر من يتألم على هذه الأرض.. ولا تعد لحظات ألمي الأبشع على الاطلاق
لكن من من لا يتألم
من منا لا يعاني جرحا سببته له الأيام.. جرحا يخفية عن الأعين عن اشفاق النظرات
ومن منا لم تعرفه الأيام بالحزن

وليس الحزن صديق جميل.. ولست أحب لقاءه.. ولا أسعد برؤية وجهه
لكني.. وأعترف أني صادقت الحزن في فترة ما.. ولست أنكر أن الحزن صديق وفي

فالحزن يغني لك بصوت رخيم.. ليذكرك بجراحك.. ليذكرك بآلامك.. ليذكرك بعذابك.. يغني بكلمات هادئة.. عذبة
رغم مرارتها.. إلا أننا ومن فم الجزن نجدها كالشهد.. رغم أنها تزيد عمق الجرح.. إلا أننا ومن يد الحزن نجدها كالدواء الشافي

الحزن صديق وفي.. يأتي كل مساء.. حيث كل الأعين نيام.. حيث هدأت كل الأنفاس.. يأتي ليفتح تلك العيون.. ويلهب تلك الأنفاس
يأتي ليشعل جراحا أجهدنا أنفسنا طوال النهار لدفنها تحت الرماد
يأتي الحزن لينسيك الكلمات.. لينسك المنطق.. لينسيك النور
لتجلس وسط الظلام.. وحيدا تذرف الدموع
ليقنعك أن علاج كل الجروح.. لا يأتي إلا بالدموع

الحزن منزله حجرة في القلب.. ونافذته العيون.. ليطل منها إلى الوجود.. ولا يعلن عن وجوده إلا من نافذة العيون
وللحزن في قلب كل منا مكانه وموضعه.. لا تقربه أي مشاعر أخرى.. فللحزن تاريخ قديم.. وسط كل المشاعر.. وسط كل القلوب

الحزن صديق خجول.. لا يتحدث عن نفسه.. بل يترك أفعاله تتحدث عنه.. يتركنا نتحدث عنه
وللحزن عباءة يسدلها على من زاره.. لتنوب عنه.. لتقوم بعمله.. فالحزن يملك قائمة طويلة ليزورها
رغم أن عباءة الحزن تدفئني وتؤنس وحدتي.. إلا أني لا أحبها.. لا أطيق ملمسها على جسدي

الحزن لا يتركنا بسهولة.. ونحن لانترك الحزن بسهولة
نعتاده ويعتادنا.. نجده أنيس ونيس.. مبدد للوحدة.. نراه صديق الليل الطويل ومستمع جيد.. ويرانا منزل دافيء.. عمل بسيط.. وأغنية يتغنى بها لوقت طويل

رغم كل هذا.. إلا أننا والحزن أضعف من الأيام
الأيام وحدها قادرة على طرد الحزن.. قادرة على أن تنسينا الحزن
الأيام وحدها أقوى من كل شيء.. وتفعل كل شيء
تعرفنا على الحزن.. تسكنه قلوبنا.. وبعدها تطرده شر طردة
فيحمل متاعه ليغادر.. ليغادرنا

لا أعلم.. أينظر لنا وقتها في حزن؟.. أم يذهب دون نظرات؟

الحزن لا يودعنا فهو يعلم.. بل هو يؤمن أنه سيعود.. حتما سيعود.. فله حجرة في القلب كتب عليها اسمه.. مهما علاها الغبار.. ومهما طالت الأيام.. فسيعود.. شئنا أم أبينا

فالحزن صديق وفي...







لـست حزينـة....
                ولكن للحزن مكان في قلبي

عام جديد

عام جديد خلف الباب يطرق.. ليس من باب الاستئذان.. فهو سيدخل شئت ام أبيت.. لكنه فقط يعلمني بوجوده

ماذا تحمل أيها العام الجديد؟.. ما أخبارك وقصصك وأشخاصك
هل تحمل لي ماحمله العام الماضي؟.. أم ستهبني شيئا من السعادة هذه المرة؟.. ولو القليل منها

خائفة أنا منك.. حقا يتملكني الخوف.. أستكون ذكرى رائعة.. أم صفحة أتألم كلما قرأتها.. ولا أحب تذكرها
أستكون بداية لكتاب جديد في حياتي؟.. كتاب زاهي مبهج.. يحكي قصة ستضحكني وتسعدني في خريف العمر

لكن يظل بداخلي بصيص من أمل.. عل الأمور تتحسن

كم أرجو هذا

عامي الجديد..في انتظارك وسأرحب بك.. مهما حملت لي.. سأعتبرها مغامرة فريدة من نوعها.. مع علمي أني لست اول من يعيشها.. لكن يكفيني ان أعيشها

سأعد ماتبقى من ساعات..
وسأرسم ابتسامة ترحاب لك أيها القادم الغريب
فأهلا بك


رسالة إلى صديقة

صديقتي.. ليت الشوق كلمة تعبر عما أنا فيه، وليت (أوحشني فراقك) تعبيرا مناسبا وكافيا لما يحسه قلبي
لكني مازلت أبتسم.. وأقنع نفسي أن اللقاء قريب.. وإن كان قد لا يأتي أبدا

تدور الأيام ياصديقتي.. ولست أقوى من الأيام وماتفعله بي الأيام.. وأعترف أن الأيام قد غيرت بداخلي مالم كنت أظنه يتغير.. وأنستني ماكنته وماوددت أن أكونه

صديقتي.. لازلت أحمل نفس الاسم، وهيأتي كما هي.. ابتسامتي لم تتغير، ومعظم عاداتي أيضا
لكن.. يظل شيء بداخلي مفقود.. شيء فقدته على غفلة من قلبي

متى؟.. أين؟.. لا أذكر

شيء لا أستطيع وصفه.. لكنك صديقتي.. منذ متى احتجت لكلمات كي أصف لك ما بداخلي؟!!.. رغم بعد المسافات تفهمينني

فقدت شيء كان يربطني بقلبي.. شيء كان يشعرني بقلبي.. أشعر كثيرا أن بصدري هوة سحيقة لا قرار لها

وكم هذا موحش.. وما أوجعه

صديقتي.. أشعر أن الألوان تسحب من عالمي.. تبهت الألوان.. وتتلاشى.. وليس بمقدوري فعل شيء
كنت أظن أن بمقدوري تحقيق كل الأحلام.. أحلامي وأحلامك وأحلام كل من أحب، الآن أتذكر ابتسامتك الهادئة ونظراتك الحانية لي.. عندما كنت أثرثر عن أحلامي الكثيرة.. والآن أدركت لما يسمونها بالأحلام

كانت مجرد نظراتي لسماء الليل تعيدني لقلبي ومافيه.. الآن أقف حائرة أنظر للسماء وأبحث بين الأنجم والقمر علني أجد ضالتي بينهم.. لكن حيرتي تزداد.. وتزداد

صديقتي.. يظل مابداخلي مفقود.. وأظل أبحث عنه.. علني أعود إلى نفسي.. وكم اشتقت لنفسي
لكني الآن أشعر بشيء من الراحة تتسلل إلى قلبي بعد رسالتي لك.. أعلم أنها لن تكون براحة أبدية.. فلا شيء يدوم للأبد
لكني سأنعم بها.. ولو لوقت قصير

ولست أتلهف لما يحمله لي الغد في جعبته.. لكني أتمنى أن يهديني لقاء أخير بك.. فهذا جل ما أطلبه من الغد الآن

صديقتي.. هنا يتوقف سيل الكلمات.. ولا أملك سوى أن أبعث هذه الرسالة.. وشوق الدنيا يملأني (رغم أن الشوق كعادته لاصف شيء).. وأدعو ربي أن يكون اللقاء قريب

التوقيع:
صديقتك

نهاية شتاء، وبداية................

دخلت ذلك المقهى في سرعة هاربة من الأمطار المنهمرة.. أرخيت الوشاح الذي ألفه حول رقبتي وأنا أطلق تنهيدة حارة
يأبى الشتاء الرحيل.. رغم أن وقته قد شارف على الإنتهاء.. لكنه يعلن عن وجوده وبقوة حتى آخر أيامه

اتخذت طاولة أقصى المقهى.. زاوية هادئة بها نافذة تطل على الشارع المغرق بالمياه.. شردت ببصري لحظات وأنا أتأمل حبات المطر تنساب بنعومة على الزجاج.. فلم أشعر بالنادل حتى تنحنح بجانبي.. رفعت رأسي وأنا أبتسم في ارتباك.. وطلبت قدح من القهوة.. استدار وهو يدون ماطلبت ويطلق من فمه دندنة للحن قديم أحبه

عدت لشرودي.. كيف أضحت الأمور هكذا.. كيف أصبحت هنا.. منذ متى كانت الحيرة شعور دائما يملأ كياني
كل شيء بحياتي تشوبه الحيرة.. يشوبه القلق.. والخوف أيضا
أغمضت عيني في ألم.. كم أكره خوفي

..تفضلي..
فتحت عيني لأرى النادل يضع قدح القهوة وعلى وجهه نظرات الفضول.. ابتسمت شاكرة له.. أعلم أنه يعتقد كوني مجنونة.. لا ألومه حقا

أخذت أذوب قطع السكر في قدحي.. وعاد شرودي إللي من جديد.. ذلك البخار المتصاعد من القهوة.. يذكرني بحياتي.. تنساب حياتي من يدي بنعومة كهذا البخار.. بنعومة معها لا أشعر بمدى ماخسرت.. نعومة أسكرت تفكيري وأنستني أين كنت وأين أكون الآن

عدت إلى رشدي وقد عقدت حاجبي (كم قطعة سكر وضعت؟!!).. رفعت القدح ورشفت منه رشفة (يا إلهي.. كم هو حلو.. وحااار).. وضعت القدح متألمة من مذاقه وحرارته.. وأخذت محرمة أمسح بقايا القهوة عن شفتي هنا ضحكت في خفوت.. فقد طلت تلك الذكرى.. ليست أول مرة أحرق فيها فمي.. لطالما حذرتي صديقتي لكني لا أكف عن حماقاتي أبدا.. ظللت مبتسمة وأنا أبعد القدح عني بهدوء.. لقد أخذت كفايتي منه

رفعت عيني إلى النافذة.. توقفت الأمطار.. يبدو انه وقت مغادرة المقهى وإكمال طريقي

أشرت للنادل.. فاقترب وحمل الفنجان فسألته الحساب فقال وهو يضع ورقة مطوية أمامي (لا يوجد حساب لقد دفعه ذلك السيد وأرسل لك بهذه الورقة).. ثم أشار إلى رجل يرتدي معطف أسود يغادر المقهى.. لم أر وجهه.. تفاجأت.. لم أكن أدري هل أركض وراءه كالحمقاء كي أشكره.. أم أظل مكاني.. لكني تأخر كعادتي في التفكير.. فقد اختفى تماما ذلك المجهول
نظرت للنادل في حيرة وأنا أمسك بالورقة.. فنظر لي بفضول شديد.. قلت له (شكرا لك).. رد (نحن في الخدمة).. وظل واقفا، فرمقته بدهشة.. نظر لي بخيبة أمل ثم استدار ذاهبا.. ياله من فضولي

استكنت لحظات وأنا أتامل الورقة المطوية بعناية.. ثم فتحتها لأرى ما قد كتب بخط منسق

"منذ دخولك والحيرة تملأ عينيك.. حيرة يتستتر بها حزن يخاف اعلان وجوده.. وحيدة في ركن المقهى تناجين شيئا فقدته أو وددته.. بدوت ضعيفة إلى أن علت البسمة وجهك.. وكأن بداخلك شيء يضيء لك ظلام ليالي نفسك الحائرة.. بدوت كلوحة تستحق الوصف.. فاعذري وقاحتي.. لكني لم أكن لأمنع نفسي من تصرفي هذا"

انتهت السطور بدون توقيع.. رفعتي عيني ناحية باب المقهى حيث لمحت ذلك المجهور.. لن أسأل النادل عن أوصافة.. فلتبقى مجهولة يبدو أنه أراد ذلك

نهضت واتجهت نحو الباب.. وأعدت لف الوشاح بإحكام حول رقبتي.. توقفت الأمطار.. لكن لازال الطقس بارد
ابتسمت وأنا أضع الورقة بجيب معطفي.. لاتزال تحمل لي أيها الشتاء مفاجآت حتى وأنت تدير ظهرك للرحيل
وقد تكون هذه آخرها.. هذا ما أشعره
فتحت الباب وأخذت نفسا عميقا من الهواء النقي الذي ملأ الأجواء من بعد المطر.. أطلقت تنهيدة أخيرة واكملت طريقي من جديد


لا تذهب

لا تذهب... فلتبق معي.. نترنم يتلك الكلمات سويا كما عهدنا

لا تذهب... فلتجلس معي.. تضم حبات الندى في عقد حريري وتلفه حول عنقي لتزينني به

لا تذهب... ولتحك لي قصة هادئة على أنغام تلك القيثارة الذهبية

لا تذهب... وانظم لي قصيدة في سحر مقلتي.. وانثرها في نسمات الهوى

لا تذهب... وداعب ضفائري المجدولة.. وفك شريطها الوردي

لا تذهب... واصنع لي تاجا من تلك الزنابق وزينه بحبات اللؤلؤ وألبسه لي.. لأكون ملكة على قلبك للأبد

لاتذهب... واصنع لي قصرا من رمال.. وزينه بالمرجان والأصداف.. وليكون لي فيه عرشا

لا تذهب... واجمع لي حبات العنب.. واصنع لي عصير الرمان

لا تذهب... واغزل لي ثوبا من حرير.. وزينه بأوراق الأشجار

لا تذهب... وأركبني ذلك القارب الصغير.. وجدف بي إلى أن نصل وسط البحيرة وارسم وجهي على صفحات الماء

لا تذهب... وظل بجانبي حتى أنام.. وأحلم بك.. لأستيقظ مع شروق شمسي الذهبية وأراك مرة أخرى.. نجلس سويا.. نترنم بكلمات.. أو نحكي قصة

فلا تذهب... إن لم يكن لكل هذا

فلا تذهب... لأجلي


سؤال وإجابات

ما الذي أحبه فيك؟!!.. ألن تكف عن هذا السؤال؟!!.. لم تكثر السؤال وترهق نفسك وترهقني.. لكني سأحاول الإجابة.. لا أعدك بأفضل الإجابات

أحب تلك النظرة في عينيك بالصباح.. وأنت ترشف القهوة وتتأمل السماء.. وكأنها تذكرك بشيء من الماضي السحيق تخشى أن تصارحه لأحد.. إلا السماء

أحب اختلاجة قلبي عندما يطل وجهك الباسم أمامي.. ليخرجني من أعماق حزني ويأسي.. لتثير بداخلي موجة من الحياة.. من الأمل.. ومن الحب

أحب ضحكتك العابثة الطفولية عندما تتعمد إغاظتي.. فلا أملك سوى نسيان الغضب وأبادلك الضحكات

أحبك في غضبك.. عندما تتلعثم الكلمات في فمك.. وتخاف أن تخرجها علها تجرحني.. علها تؤلمني.. فتكتفي بنظرة عتاب غاضبة

أحبك في ارتباكك.. عندما أنظر لعينيك وأقول لك (أحبك) لتطل من عينيك أجمل النظرات.. يحمر وجهك وتشيح به وعلى ركن شفتيك ابتسامة تحاول اخفاءها عني

أحبك في حماسك.. وطريقة شرحك لأفكارك.. وخيالك الواسع.. لتجلس بعد كل نوبة حماس تلهث.. تبتسم.. وأحيانا تضحك.. كمن وجد نفسه اخيرا.. كمن حقق أحد أحلامه الكبيرة

أحبك في ضعفك.. عندما تشعرني بأني من يحميك.. من يحتويك.. وأني الملجأ والحصن الوحيد

أحبك في المساء.. عندما أرى وجهك النائم.. وجهك الحالم.. ليلفني الدفء.. والأمان

أحبك أكثر عندما تحتويني بكل حنان الأرض وتهمس بأذني (أحبك)، لولا ذراعيك لطرت في السماء معلنة فرحتي.. معلنة حبي عيدا لكل العشاق

أحبك لأشياء كثيرة.. أتذكرها للحظة وأنساها معظم اللحظات.. فأنا لا أهتم للأسباب
يكفيني حبك
فهل تكفيك هذه الاجابات؟!!

شـــوق

كم أكره الشوق
أكرهه وأكره كل ما يحمله من أعراض جانبية
صحيح أنه أحد مقاييس الحب.. فبه تعلم مكانة من تشتاق إليه.. ولكن (اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق.. علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق) وهذا صحيح بالنسبة لي على الأقل

ان كان الفراق هو النهاية
ان كانت المسافات البعيدة هي النهاية
ان كان الشوق هو النهاية.. فلا أريده حقا

فهو بالنسبة لي غصة لا تبتلع.. وان ابتلعهت ظلت آثار الاختناق بادية عليك
هو جروح في القلب.. وان دملت ظلت ندوبها الغائرة للأبد
هو نيران متأججة.. وان انطفأت تترك جمارها تحت الرماد.. لتؤلمك في صمت.. تحرقك في صمت

كنت أظن (ويالي من بلهاء) أن المرء ينسى مع الأيام.. الشوق يبهت مع الأيام يفقد لونه ورونقه ويتلاشى.. وليس هذا صحيح
مجرد صورة.. رائحة عطر.. أو حتى كلمة
تعيد لك الذكريات مجسدة أمامك.. تعلو وجهك بسمة.. من ثم نظرة حزن وحنين
إذن فمازال كل شيء حي بداخلنا.. فقط يحتاج لشيء يوقظه من غفوته.. ليعبث بنا.. ليتلاعب بنا

في الليل.. بمفردك.. تناجي النوم لكنه أعلن العصيان
قد تبدأ بتذكر أحداث يومك
قد تفكر فيما تريد فعله بالغد
ولكن وبطريقة ما تجد نفسك تستحضر ذكرات بعيدة ومواقف كثيرة مع أناس لم تعد تدر مافعلت بهم الأيام الآن
قد تضحك.. أو تبتسم.. ولكن ليست كل قطع الأحجية زاهية الألوان.. هناك منها مايحمل الحزن كطابع مميز للذكريات

كاللصوص.. يظهر الشوق فجأة ليسرق تلك البسمة ويختفي تاركنا خلفه تائهين في دروب الذكريات

لولا الشوق لما كان للفراق كل تلك الشهرة والهيبة
ما كان للفراق مكانة لولا الشوق
فالشوق يهب الفراق طعمه المميز
ولولا الشوق لما خفنا الفراق

ولكن هل لمجرد اعتراضي وسخطي ساتخلص من الشوق وما يفعله بنا؟
هل سأنتصر على شعور يعتبر مصدر مهم في إلهام كل الشعراء والأدباء؟
هل سأنتصر على من أسهر الكثير الكثير من العيون.. أرّق العديد من القلوب.. وأنزل آلاف الدمعات

فالشوق يحمل الحب، الحنين، الحزن، السعادة، والأمل في اللقاء
يحمل الذكريات واللحظات، الابتسامات و العبرات
يحمل الجروح والندوب، الأصوات والآهات
هو جيش كامل إذن.. والكثرة تغلب الشجاعة

وأظل أشتاق.. وأظل أحلم بكل الذكريات
وأظل أبتسم وأبكي.. وأسهر الكثير من الليلات
وأظل أقول (أشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق.. علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق)
وأظل أكره الشوق بكل معاني الكلمات

أميرة وقصر... وحلم جميل

يطول ويطول الإنتظار.. وأنا كأميرة في قصرها المسحور.. محبوسة بين قضبان السنين

منتظرة فارسي كي يكسر القضبان يخترق الأسوار.. لينقذني.. ليأخذني حيث أحلم منذ سنين

لكني لازلت في قصري المسحور.. أنشـد أشعار المحبين.. أكتب قصص عن أبطال الأساطير.. علّ بطلي منهم.. عله منهم
أرسم القلوب.. أرسم وألون الحيطان لكسر وحدتي.. لكسر وحشة قلبي

قصري المنيع.. يكبر مع الأيام.. تعلو أسواره مع الأيام.. و أنا فيه تائهة.. أغني.. أرسم.. أكتب
وأحلم بأن يرى فارسي ماكتبته عنه.. ماحلمت به عنه.. وأفخر بما كتبت.. و أسعد بما كتبت.. وأزيد جمال الرسمات.. علّه يحبها.. علّه يعجب بها

لكن الأيام تزداد..تتراكم الأيام.. وأنا أدور وأدور.. أغني وأدور.. أكتب وأدور.. أرسم وأدور
فارسي تأخر.. وأسواري تعلو وتزيد.. وأنا أتعب.. بدأت أتعب.. وفارسي تأخر
النعاس يتسلل.. يغويني كي أنام.. وأنسى كل الأحلام.. والليل يطول.. والنعاس يزداد.. الوَحشة تزداد.. التعب يزداد.. وفارسي لم يأت بعد

سأحاول الانتظار.. ها قد كففت عن الكتابة.. عن الرسم.. عن الغناء
لكني منتظرة.. أحاول أن أبقى منتظرة.. والنعاس لا يرحم.. يغني لي في هدوء.. يهمس في أذني كي أنام
يغويني بالنوم.. وبلا أحلام

أرجو أنا يأتي فارسي قبل أن أنام
فلازلت أنتظر
قبل أن تذوب الرسمات.. قبل أن تتطاير الكلمات.. قبل أن تضيع النغمات
أرجو أن يأتي فارسي.. قبل أن ينتصر النعاس
وتضيع كل الأحلام




رســالة


صديقتي
بعد التحية

حدثتني في رسالتك السابقة عن الحب و الزواج
و تطلبين رأيي
وتريدين وصفي لفارس الأحلام
رغم أن عالمنا قد تنازل عن الفروسية منذ قرون
لكن حسنا.. لك وصفي يا صديقتي

فارسي شاعر.. أديب ومجادل.. عالم وفيلسوف.. وحبيب جيد أيضا
بإمكانه قراءة صفحات السماء، ليخبرني بقصص تذوب وسط النجوم

حبيبي رجل، وقد نسينا معنى الرجولة هذه الأيام
نعم أريد الزواج برجل يحدثني عن الكون.. الفلاسفة والأدباء
رجل يشعرني بأني طفلة.. وامرأة في الوقت نفسه

رجل ككتاب أساطير.. أقرأ صفحة جديدة منه كل يوم
وأترك صفحات أكثر لليوم الذي يليه
أن يحمل لي كل يوم بين يديه خبر جديد
شيء يخلب لبي للأبد

لست أريد مغامرات جديدة كل يوم
تكفيني قصة واحدة أعيشها العمر كله

لكنها تتجدد مع تفتح أزهار كل صباح
أتفهمينني يا صديقتي؟

لكننا أيتها الحبيبة على أرض الواقع
ولا نصنع الرجال عند الخياطين
وإلا لحلت كل الأزمات

صديقتي
أودعك الآن
وفي انتظار رد قريب




مـش عــارفة أكتــب



مؤخراً.. مبقتش عارفة أكتب
بقالي فترة كبيرة مش عارفة أكتب حتى سطر واحد
حاجة تجيب اليأس

يرحم أيام زمان.. كنت أمسك القلم من هنا ومبطلش كتابة.. حتى لو إيدي هتتشل من الوجع

ودلوقتي.. كل إللّي قادرة أكتبه "مش عارفة اكتب" يعني أضعف الإيمان.. الكتابة عن عدم مقدرتي على الكتابة
يـــااا فرحـــتي

قالولي إقري كتييير ده بيساعد
قرينا ولا ساعد
قالولي إكتبي كل يوم حتى لو سطر
كتبنا ولا أثر
قالولي إكتبي وإنتي في حالة شجن أو حزن أو فرح
إنشجنت وإنحزنت وإنفرحت.. ولا كتبت

طب أعمل إيه أنا؟، إنقذوني
هو أنا أكيييد لا نجيب محفوظ ولا أنيس منصور ولا العقاد
ولا حتى مشروع كاتبة واعدة مستقبل الكتابة والنشر مستنيها عالباب بيخبط

بس أنا بحب اكتب، بحب أوصف مشاعري وأقول إللي جوايا
دي طريقتي في إني أكتب كلام معرفتش أنطقه
يعني لا أتكلم ولا اكتب؟

طب أعمل إيه؟
أسمع موسيقى هادية و أشرب حاجة دافية أصفي ذهني وأستعيذ من الشيطان
وأمسك الورقة والقلم.. وبرضو الكلام مزنوق جوايا

أنا في كلام كتير جوايا. بجد مش هزار
بس عامل زي الخيط المتلعبك، متفهمش جاي منين ورايح فين.. وفايدته إيه!!!

طب هو أنا هفضل كده كتير؟!! الكلام بيزيد جوايا
يوم عن يوم بيكتر، بس مش عارف يطلع
مش عارف يكون حاجة ليها معنى
أهو كلام متبعتر متلخبط.. متلعبك

هتقولولي.. يا فايقة يا رايقة، بقى هو ده إللي تاعبك.. إنك مزنوقة في كلمتين أو تلاتة مش عارفة تقوليهم
إصحيـــي.. فوقـــي.. شوفي الدنيا ماشية إزاي.. والناس عايشة إزاي

هقول.. عندكم حق.. مش معترضة والله
بس ده مكاني إللي بتكلم فيه إللي بفضفض فيه
أكيد كل واحد ليه حاجة بيحب يعملها
أول ميعملها باله بيهدى وبيرتاح

أنا بقى بقالي فترة طويييييلة مش عارفة أرتاح
الموضوع طول لدرجة إني بدات أفقد الأمل

بجد أعمل إيه؟