السبت، 6 أغسطس 2011

الخير.. مُعدي


الصيف طويل وممل.. وكمان أنا نويت من أوله إني "لو" عملت حاجة هتبقى "كورس" بسيط متعلق بالدراسة.. الدنيا حر وخنقة والواحد مش مستحمل..

بس لا أخدت "كورس" ولا حاجة.. فضلت ألف حولين نفسي كده بدون سبب.. 

لحد ما صديقتي العزيزة "هديل" قالتلي أنزل معاها الجمعية أشارك في النشاطات.. بيني وبينكم.. كنت مستتقلة الحكاية دي.. قالتلي إن في اجتماع للمتطوعين أحضره.. وانا قلت اجتماع وخلاص.. وبعديها هنسى الحكاية..

كان اجتماع بسيط وكان فيه تعارف ما بين الجدد.. أول ماخلصنا تقديم نفسنا لبعض كنت نسيت الأسماء تاني..

كانو بيتكلموا "وأنا كنت مستمعة معظم الوقت" عن الأفكار والمقترحات إللي ممكن نعملها في منطقة "ح" وهي من العشوائيات.. بعد ما قرروا الأعضاء القُدام "ومنهم هديل" إن هم هيمسكوا المنطقة دي ويقدموا ليها كل إللي نقدر عليه.. وكانت من المعلومات الخطيرة إللي عرفتها غن تقريبا مفيش دعم مادي من الجمعية.. لأسباب يصعب ذكرها..

المهم.. كل الأفكار إللي اتقالت جميلة وجديدة.. بس كلها بتيجي عند نقطة واحدة ومتكملش "الدعم المادي المفقود".. فكانت بتتحط تحت بند "الخطة الخمسية الجاية" وإن إن شاء الله هتتحقق..

وكانت من مشاكل منطقة "ح" إن الأطفال إللي فيها.. أُميين.. بمعنى إن الطفل في سادس إبتدائي ومش بيعرف يقرأ أو يكتب.. ف إحنا عملنا زي فصول بدائية في مسجد للسيدات مرفق بمسجد في المنطقة "ح".. عملنا جدول للحصص.. وجمعنا الأطفال.. ونوينا إن إحنا نكمل معاهم لحد ميدخلوا المدارس.. على قد ما نقدر نعلمهم أساسيات اللغة العربية والإنجليزية والحساب.. الأساسيات هنا "الحروف والتشكيل وقراءة الأرقام والجمع والطرح"..

كان ده أول تعامل ليا مع الأطفال.. لأني بيني وبين الأطفال عداء عجيب.. عندي أزمة في الوجود مع طفل في مكان واحد.. لأني خُلقي ديّق "رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه"..
بس ولسبب مجهول خُلقي مداقش المرة دي..
ولسبب مجهول نزلت تاني للأطفال.. حسيت بذنب كبير لو قعدت في البيت منزلتش..
ولسبب معروف "هديل" قالتلي الحديث الشريف "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له."
وبكده كان من المستحيل منزلش للأطفال..

مش هاتكلم عن "كارثة" إن طفل في مدرسة وبينجح وأُمي..
ومش هاتكلم عن "مصيبة" ضمير المعلمين إللي تاه منهم وضاع.. لأن ده مش هيحل حاجة خالص.. ده هيدخلني في دوامة تحرق الدم.. كفاية إني كل مافتكر نسبة الأمية "40 – 42%" وأشوف الأطفال.. أحس النسبة دي هتزيد في المستقبل مش هاتقل..
وهنا بفتكر أغنية حمزة نمرة !!!!!! "يا هناه يا هناه إللي يتعلم عندنا"

خلاصة الحكاية.. إن الخير فعلا مُعدي.. وإن ممكن يحسسك قد إيه انك ممكن تكون إنسان بمعنى الكلمة وإنك تقدر تقول "أنا عملت كذا في حياتي" حتى لو "كذا" دي حاجة بسيطة..

مجرد البداية بس.. وأكيد رمضان شهر الخير.. وأكيد أكتر إن مصر في الوقت ده محتاجة كل الخير إللي في قلوبنا.. وأنا ماليش في السياسة.. ومعرفش بكره بتاع السياسة رايح فين.. بس لو كل واحد عمل الخير إللي يقدر عليه.. أنا عارفة ممكن يكون بكره شكله إيه..

ممكن يكون كلامي قديم جداً.. مستهلك جداً.. وعتيق للغاية.. بس هي دي الحقيقة في أبسط صورها.. الحقيقة إللي أنا شايفاها..

-------------------------------------------------------------------------------------

شكراً عزيزتي هديل ..
 

وعن مشكلة الدعم المادي.. تقريباً اتحلت..




هناك تعليق واحد:

  1. الخير.. مُعدي .... فعلاً هذا صحيح
    ربنا يجزيكي كل خيـر :)

    ردحذف