الأربعاء، 8 يونيو 2011

ذكريات صـيـف

موجة حر أخرى.. هكذا يعلن لنا الصيف عن قدومه!!
الصيف يقتلني.. بحرارة جوه وملله الدائم..
فلا تستطيع ان تجازف بالخروج في مثل هذا الجو.. ولا تقدر أن تقتل الملل في المنزل..

يقولون ان الشتاء يحي المشاعر..
ويصيب الانسان بحالة من الاكتئاب البسيط.. الاكتئاب اللذيذ..
والذي يجعلنا نتأثر ببضع قطرات من مطر..
أو موسيقى حالمة في ليلة باردة نسهرها بمفردنا..
هذا صحيح..
ولكن للصيف في قلبي ذكريات أكثر واكثر..
وبهذا يصيبني في مطلعة بالكثير من حالات الشجن والشرود المشوب بالاكتئاب..

ولا أعلم لم تغير طعم الصيف بالنسبة لي في الأعوام الأخيرة!!
فيما مضى كان الصيف اجازة حقيقية.. كان ركضا ولهوا واستكشافات عظيمة..
لم يكن للحر وجود!!!!
كان كوبا للعصير أو بعضا ممن المثلجات كفيلة بقتل كل موجات الحر.. وأشد موجات الحر..
كنا نلهوا كثيرا.. نقفز ونتقافز..
ولا يمر يوم دون ان نصاب بخدش أو نتلف شيء أو نتعلم شيء جديد..
كنا عندما نذهب لبيت جدتنا في الريف..
ننتظر حتى تنام والدتنا وقت الظهيرة.. لنبدأ في عملياتنا الاستكشافية الخطيرة!!
نجول في أرجاء القرية ونتوه كثيرا!! ولكننا نعود بطريقة ما!!..
وعادة ما كنت تعلم امي من المارة في الشارع.. ان اطفالها طافوا معظم البلدة الصغير وهي نائمة!!
كنا نتسلل لغرفة تخزين القمح.. ولا نقدر على السيطرة على أنفسنا امام تلك التلال الذهبية.. فنغوص ونعوم ونتقاذف بحبات القمح اللامعة.. لننال التوبيخ في النهاية.. ولكن من يهتم.. لقد استمتعنا.. وغدا سنعيد الكرة وبعض التوبيخ لا يضر!!
كان الصيف سفر وتنقل واستكشافات بين القاهرة والاسكندرية والريف..
بين السهر والذكريات والمسليات والحكايات..
لنعيش مغامرات عظيمة..  وننام كل ليلة في شوق للغد!!

لا اعلم متى اختفت كل تلك العوالم من حياتي.. ليحل مكانها اللا شيء.. ليحل مكانها الفراغ..
الصيف مجال للمقارنة.. فهو نهاية العام.. نهاية عام به اجلس.. لأتذكر عمري كله.. وما حدث فيه..
لأجد نفسي أتذكر كم من الخطط و التي قررت أن أنفذها في الصيف الماضي.. فهل أنجزتها وهل حققت ما أريد؟!!!
لأجلس أحاول نسيان نزاعات مشاعري بين الماضي والحاضر.. وما آلت إليه الأيام..
لأحاول أن أتخيل أن صيفي هذا سيختلف.. ليكون ذكرى مميزة..
فكم من صيف عشت.. والقليل فقط أتذكره!!

سأسمح لبعض الكآبة أن تتسلل إلى أيامي هذه.. ولكنها ستزول.. مع زوال هذه الموجة الحارة..
وسأملأ قلبي بأمل كبير.. بأن يكون هذا الصيف.. مليء بأمور تنسيني موجاته الحارة..



هناك تعليقان (2):