سـفـر

سيارة صغيرة.. وبعض الحاجيات المهمة.. ملابسي وهاتفي.. مجموعتي المفضلة من الموسيقى وبالطبع النقود.. وخريطة أو دليل سياحي.

وأنطلق.....

ذلك حلمي.. أن أسافر بلا إتجاه.. رحلة طويلة.. أقود بها السيارة أغني بمفردي بصوتٍ عالٍ.. وآكل كل الأطعمة السريعة.. أنام في فنادق رخيصة.. وأكون في هيئة رثَّـة.. هذا حلمي.. السفر بلا قيود.. أن أتحرر من جذوري لمرة.. أن أرى أُنَاس لا أعرفهم.. أحادثهم.. ولا أحمل هَم أني سأراهم مرة أخرى.. صداقات سريعة بلا واجبات تجاهها.

أعشق السفر وأجواءه.. في فترة سفري الماضية لم أكن أتحمس لسفري كي أرى من اشتقت إليهم بقدر أجواء السفر الساحرة.. صالات الانتظار.. صوت المضيفة في مكبر الصوت.. عربات الحقائب.. وتأمل وجوه المسافرين.

تلك أيقونات السحر بالنسبة لي.. التي لم أملها يوم.. حتى هذه اللحظة أمسك بجواز سفري القديم وأتأمل تلك الأختام وتواريخها.. وأتساءل متى سأجدده؟!!

يا إللهي.. كم أحب السفر حقاً.. هو التحرر بالنسبة لي.. هو الراحة والهروب.. هوالإنتعاش وترك مالا تطيق.. هو التحليق بلا حدود.

إن كان بسيارة أو باخرة أو طائرة أو قطار.. لا أمَلّ.. مهما كان عدد الساعات.. أجد في جلستي ما يسليني.. إن كان التأمل من النافذة أو سماع الموسيقى أو اختلاس النظر للمسافرين أو القراءة.. لا أمَلّ أبدا.

سأحقق حُلمي يوماً ما.. سأحمل متاعي.. وأرحل بلا إتجاه.. أناشد حلم صباي.. سأرى ما لا أعلمه.. وسأحب مالا أعرفه.. سأغني وأتعثر في الكلمات وأصدر الضجيج.. سأنام منهكة على ضوء تلفاز يعرض قنوات محلية لا أفهم لغتها.

وسأفعل هذا يوماً ما.. بإذن الله.