الخميس، 10 مارس 2011

رسالة تقليدية..

حبيبي..

أحاول أن اكتب هذه الرسالة منذ ساعة تقريبا.. امتلأت أرض حجرتي بالأوراق الممزقة
حاولت أن أكتب رسالة منمقة جميلة إليك..

لكني وفي كل مرة أرتبك.. أنسى.. أتلعثم.. وأشرد.. وأمزق الورقة المسكينة في النهاية

سأسألك عن حالك بالطبع.. وسأسألك عما تفعلة في كل لحظات يومك..
وعن أخبار دراستك وأحوال الطقس لديك

قالت لي صديقتي ساخرة "انتهى عصر الرسائل".. بإمكاني أن أحادثك بالصوت والصورة إن وددت هذا

لمَ أتحمل عناء الكتابة؟.. والظرف؟.. وطابع البريد!!.. وصندوق البريد!!!..
وبعد كل هذا انتظر في قلق وصول الرسالة إليك!!..

لا أعلم حقا.. لكني كما تعلم حالمة إلى أقصى الحدود..
أتخيلك ممسك بورقتي تقرأها مساءً.. تتأمل رسمي للحروف.. وتشم رائحة عطري معها..
 "يجب أن لا أنسى أن أرش بعض العطر"

هي طريقة أدفء.. وأكثر معنى بالنسبة لي..
أن اكتب لك.. وأن أنتظر في شوق أن تتلقى خطابي

ام ما هو رأيك؟؟.. أنكتفي بالبريد الإلكتروني؟!!

حبيبي..
لا أعلم كم مرة تذكرتك فيها اليوم.. أو بمعنى آخر..
لا أعلم كم مرة تذكرت أي شيء آخر عداك اليوم
أتنفس شوقا إليك..

قالت لي أمي أني أقتل نفسي حبا فيك.. وبأني حمقاء..
ولو علمت أني أقول لك كل ما تقوله هي لي لاتهمتني بالجنون

أتعلم أن عربة المثلجات التي اعتدنا الشراء منها قد اصبح لدى صاحبها محل صغير يملكه.. رأني أمس.. ناداني على وجهه ابتسامة واسعة.. وأعطاني كوب كبير مليء بالمثلجات كهدية.. قال لي اني وإياك من زبائنه المفضلين

رغم برودة الجو.. إلا أني قد اسمتعت بكل تلك الكمية.. قضمة قضمة.. ذوبتها في فمي ببطء.. وكأني أطيل لحظات اعتدت وجودك فيها بجواري..

بعد وجبة المثلجات تلك.. تمشيت قليلا.. أمطرت.. وسَرَت حالة الارتباك بين المارة.. يفرون هاربين من القطرات البريئة.. حتى القطط كانت تتقافز فزعا..

لكني لم أهرب.. بل سرت وسط تلك الزخات الباردة.. لأول مرة أشعر بما شعرت..
أدركت أن المطر يغسل الروح..
ينتعش القلب بسبب المطر .. وكأن قد طارت هموم أثقلت كاهلك منذ زمن

حبيبي..
هل شاهدت عيون الناس من بعد المطر؟!!.. نجوم هي عيون الناس من بعد المطر..

وبالطبع أصبت بالزكام..
لا بأس.. قد كانت ضريبة عادلة لما شعرته وقتها..

لا أعلم كيف أختم رسالتي.. كيف أنهي ما بدأته بمعجزة..
لكني سأسلك الطريقة القديمة..
فكما أعتدنا في كل الرسائل.. بعد بث الأشواق.. والأمنيات.. والحكايات..
أستودعك عند الله.. داعية اياه أن يحفظك من كل شر.. وأن يعيدك إلي سالما
"هكذا يختمون الرسائل.. أليس كذلك؟!!"

التوقيع:
حبيبتك

ملاحظة: أرجو أن تعجبك الوردة التي أرفقتها.. طريقة تقليدية أخرى.. أعلم.







هناك تعليقان (2):