الأحد، 27 مارس 2011

رســـــالة صبــــاحيـــة


صديقتي..

صباح الخير
قد قررت أن أكتب لك وكأني أحادثك..
وكأنك قضيتي معي الليلة تحادثيني وتسامريني.. وكأنك كنت هنا.


صديقتي...

كثرت تلك الليالي التي يجافيني فيها النوم..
كثرت جدا لدرجة أني لم أعد أتذكر متى آخر مرة نمت قبل طلوع النهار..
خاصمني النوم.. أعلن غضبه علي.. وحرمني من رحمته وراحته..
وزادت الساعة ساعات على ساعاتها.. لتطيل وقت وحدتي و لتزيد شعور الفقد فيني.

ليلة أمس.. قد كنت مستلقية على الفراش..
أتأمل ظلام حجرتي الفارغ.. ظلام شاسع يحيط بي..
حاولت ملأه برسم خيالات فيه.. تصورات وحاكايا وأحلام..
حاولت وحاولت.. إلى أن أذن الفجر..
وبين الأذان والاقامة أمطرت السماء عزيزتي مطرا غزيرا..
بكيت بشدة.. ولا أعلم لم بكيت.. وكأن بكاء السماء كان بكائي..
ولم أمنع نفسي من البكاء مثل كل مرة.. بل تركتها.. علني أرتاح.

ولم أنم بعد.. مازلت كما أنا تائهة في الظلام المحيط بي..
فقررت النهوض.. وأخذت "المعجم".. نعم معجم اللغة العربية.. ودفتر صغير وقلم الرصاص المفضل لدي.. وجهاز الموسيقى الخاص بي.

اتجهت للمطبخ.. لأصنع كوب من القهوة.. وقد زدت كمية السكر عن المعتاد..
قد كنت بحاجة إلى هذا.. وكأني أعوض ساعات ليلي ما كان ينقصها من حلاوة.

وكما تعلمين من أيقونات عشقي "القهوة والموسيقى" وبرفقتهم جلست..
أقرأ في صفحات المعجم.. وأدون بعض الكلمات ومعانيها..
هالني ما اكتشفته.. ومدى جهلي بلغتي..
ومدى فقر ما أملكه من كلمات.. حتى شككت في كوني أتحدث العربية أصلا..

كلمات جميلة.. كلمات مضحكة.. كلمات شاملة..
وكلمات عميقة تحمل ألف معنى ومعنى..
لو أني دونت كل ما أعجبني.. لأعدت نسخ المعجم بخط يدي..

انتهى كوب قهوتي.. ومعه قررت الاكتفاء بالتدوين وأغلقت المعجم المكتنز..
هنا.. كانت الموسيقى هادئة جدا.. حزينة جدا..
بلا مقدمات سالت دموعي من جديد..
سكنت مكاني أنصت مغمضة العينين في تأثر شديد
ثم أوقفت الموسقى.. مسحت دموعي.. وعدت لحجرتي..
وقد قررت أن أكتب لك هذه السطور.


صديقتي..

مرت ليالٍ كثيرة.. وأنا أشعر بالوحدة.. وأشعر بفقداني لكثير من الأمور التي أحببت..
أفتقدك وبشدة.. وددت لو كنت معي..
وقد كتبت هذه السطور.. علني أهدء من روع مشاعري.. أو  أسكن ألم وحدتي.


صديقتي..

صباح الخير من جديد .. وأتمنى لك من كل قلبي يوما جميلا





هناك تعليقان (2):

  1. "مرت ليالٍ كثيرة.. وأنا أشعر بالوحدة.. وأشعر بفقداني لكثير من الأمور التي أحببت..
    أفتقدك وبشدة.. وددت لو كنت معي..
    وقد كتبت هذه السطور.. علني أهدء من روع مشاعري.. أو أسكن ألم وحدتي"

    أعجبتنى هذه الجزئية جداً .. وتذكرت معها مصطفى أخى -رحمه الله- وذكرياتى الجميلة معه :):)
    فعلاً هناك أناس لا يمكن تعويض الفراغ الذى أحدثوه عند رحيلهم!

    شكراً مهـا على مشاركتنا هذه الخاطرة الأكثـر من رائعــة :):)

    ردحذف
  2. ربنا يصبرك حمدي :)
    وان شاء الله يجمعنا في الجنة مع كل الناس إللي حبناهم وبنحنهم

    شكرا ليك انت على تعليقك الجميل جدا :)

    ردحذف