حل المساء.. وأنا أحمل أخبار يوم شارف على الانتهاء.. وأحاول توقع ماقد يحدث في ما تبقى منه من ساعات قليلة
جلست إلى جهاز الكمبيوتر .. لأزيد أخبارا على أخباري.. أخبار أصدقائي.. نتبادل الحديث في عالمنا المتصل المتشابك.. نرسل ونتراسل.. ولكني بعيدا عن أصدقائي رغبت في معرفة أخبار شخص واحد أكثر من غيره..
أفتح برنامج المحادثة.. أقرأ الرسائل الشخصية لكل فرد.. استوقفتني رسالته " مازلنا نمارس تلك الحيل القديمة.. ألم ننتهي بعد منها!!!"
أأحادثة.. أأرسل له التحية.. ترددت.. كانت أصابعي تتحرك في الهواء بتردد.. حركات وهمية كأنها تضغط على الحروف.. أعيد قراءة الرسائل الخاصة بالآخرين.. مقتطفات من بعض الأغنيات.. وأخرى تصور لك الحالة المزاجية لصاحبها.. وقليلون بلا رسائل..
"كيف حالك اليوم.. مساء الخير أولا"
كان هو.. صمت لحظات.. قبل أن تبدأ أصابعي في نقراتها السريعة على الأزرار
"مساء الخير.. أنا بخير والحمد لله.. وأنت؟!! "
رد: "في أحسن حال"...... ثم أكمل : "لقد رأيتك اليوم.."
وبدون أن أوضح مشاعري رددت: "حقـــــــــــاً"
قال: "نعم.. حقا.. ولقد رأيتني بالمناسبة.."
قلت باستنكار: "وما أدراك أني رأيتك؟!!"
رد في سرعة: "أنا متأكد.. ألم تريني؟ أقسم أنك فعلت.."
قلت بضيق: "وان يكن.. ما يضايقك في هذا؟!!"
أرسل: "من قال أني متضايق!!"
قلت: "طريقتك.. ثم تكفي رساتلك الشخصية لأفهم أنك متضايق"
رد بخبث أحسسته في كلماته: "وما أدراكي أن رسالتي عنك؟!!"
رددت مبادلة اياه الخبث: "لم أقل أنها عني.. لكن من كلماتك يبدو أنها عني"
أرسل وجوه تضحك ثم قال: "حسنا لن أحاربك بالكلمات، أنت أبرع مني فيها"
أرسلت وجوها تبتسم.. واكتفيت بها..
أكمل: "وبما أنك رأيتني.. لمَ لم۫ تلقِ التحية علي.. لم بخلت علي بها؟!!"
رددت: "لم تبدُ بحاجة إلى تحيتي......"
قال بكلمات مستنكرة: "ماذا!!!.. كيف هذا؟؟ لست أفهم"
قلت: " كما قلت لك لم تبد بحاجة إلي تحيتي.. لم أكن لأقاطع أحاديثك المهمة"
رد: "أي أحاديث مهمة!!!!.. لست أفهم؟!!"
ها هو يتصنع الغباء.. أو عدم الفهم.. كي يثير أعصابي أكثر.. لكني لا أبالي ولن أبالي ولن أثير هذا الموضوع
قال يحثني على الحديث: "لست أفهم كلماتك.. أرجو أن توضحيها"
قلت في ضيق: "حديثك المهم مع زميلتك.. أو صديقتك.. أو أيا كانت.. لا يهم.. بدوت مهتماً جدا.. منتبهاً جدا.. فلم أود مقاطعتك"
وصلني رده المتوقع.. أرسل وجوه تضحك في هستيرية لتملأت الشاشة كلها أمامي..
فأخذت أكتب بغيظ حتى شعرت أني أكاد أثقب لوحة المفاتيح: "لم تضحك الآن؟!!!.. أألقيت دعابة.. أم حكيت قصة طريفة؟!!"
قال وبين كل كلمة وأخرى وجوهه السخيفة الضاحكة:" كلا لم تقولي شيء.. ولكنك تغاريـــــــــــــــــــــــــــــن"
في حنق رددت: "حقا!!!!!!!!!!!! لم أكن أدر هذا!!!!.. يالك من ذكي لماح.. ثم انا لم أشعر بالغيرة.. لكني تنزهت عن الوقوف مع أناس لا أود الحديث معهم أو معرفتهم أو حتى رؤيتهم"
رد: "لا تجرحيني.."
قلت: "لست أجرحك.. أنت ضايقتني بسخريتك وصديقتك"
أرسل وجه باسم.. ثم قال: "أولا أيتها العزيزة.. هي زميلة.. كنا نتحدث في بعض الأمور التي كلفنا بها سويا.. ثانيا.. لا أقوى على السخرية منك.. حقا لا أقوى"
قلت: "زميلتك تحدثها بهذه الطريقة وهذه الضحكات تأكلان وتتمشيان سويا.. كان ينقصكما موسقى تصويرية وبحر وكرسيان لتكتمل الصورة.."
قال باستنكار استشعرته: "ما الذي تقولينه؟!.. هل كنت تراقبينا؟!!.."
رددت بغيظ: "لم أراقبك بل شاهدتك صدفة"
قال: "لقد أردت أن أراك اليوم فوقفت مكان تواجدك.. فترينني وتذهبين.. أهنت عليك؟!!"
قلت ببرود: "صدقا لن تنال أي شفقة مني.. وتتهرب من الحديث"
قال باستنكار استشعرته: "مم أهرب؟!!!"
قلت: "من حديثنا الأصلي.. ثم انني لا أتحدث عنها هي أيا كانت.. بل أتحدث عن تعاملاتك مع كل الفتيات.. ما أدراني أني أختلف عنهن"
قال: "حقا هذا أغرب ما سمعت.. لقد تعدينا هذه المرحلة.. ثم أنني لست النوع العابث.. هل أحتاج لأن أشرح لك هذا!!! أحقا أحتاج؟!!!.. أن أقول لك من أنا بعد أن حفظتني جيدا.. وأنت أدرى الناس بي"
قلت بشيء من الحزن: "كم وددت أن أستأثرك لنفسي.. في أمور تشعرها أنت.. تدركها بفردك.. أن لا تشاركَ غيري فيها.. لم علي أنا أن أراعي هذا الشعور فيك.. أنا أراقب كلماتي وحركاتي وهمساتي ونظراتي حتى لا أجرحك.. لأجلك فقط أضغط على أعصابي وأركز في كل لفتاتي ولمحاتي.. كي لاتهرب مني أي انفعالة تجرحك.. لأنها خرجت لغيرك.. تركت لك الكثير من المشاعر حفظتها لك وخزنتها لك على أمل أن أرى مثلها منك.. فأراك تخرج مثيلاتها لي ولغيري.. لَفَتَاتَك التي هي ملكي، توزع هنا وهنا مجانا لكثير من الفتيات، الزميلات، الصديقات، والأخوات.. تصنيفات وضعتها بنفسك لتبرر ما تقوم به"
صمت برهة ليقرأ على ما أعتقد.. ثم أرسل كلمات متفرقة:
"مهلك مهلك!!!!!
لا تعظمي الموضوع حبيبتي.. لست أرى فيما تقولينه سوى حساسيتك الشديدة
أنا ملكك ولك .. وأنت أعلم الناس بهذا
أرى تحفظك فأعشقك أكثر وأكثر..
وأنا لم أخرج عن المألوف.. أو لم أقم بما يلفت الانتباه.. أو يثير حفيظة أي أحد
كلها علاقات بريئة لا تتعدى إلى تبادل الأخبار السطحية البسيطة عن الآخر
لم أحب سواك.. ولن أحب..
ليست أحاديثي معهن هي الحب.. لا تقللي من شأن حبي..
لو كان حبي هو حديث عابر عن الحوال لأحببت مئة مرة قبلك وبعدك..
لست لعوب.. ولا أتلاعب.. هل شاهدتي هذه الخصلة في؟!!!!"
رددت باقتضاب: "لا"
أكمل: "حسنا.. ها قد قلتها بنفسك"
قلت بحزن: "لكنك تضايقني.. حقا.. في كل مرة.. سئمت هذا"
رد: "لا أعلم ماذا أقول لك.. لا أرى في أفعالي تجاوزات.. قولي لي فيما تجاوزت.. حياتي الاجتماعية طبيعية جدا"
قلت: "لن تتنازل ولو مرة لأجلي.."
قال: "لن أتنازل؟!!! فيمَ أتنازل؟!!.. أن أصبح رجل بدائي يعيش في كهف بمفرده.."
رددت: "لم أقل أن تفعل هذا"
أرسل مع كلماته وجه مبتسم: "حسنا.. لن أتبادل الحديث في الأماكن العامة معهن.. عدى التحية البسيطة.. ما رأيك؟"
قلت وكاني انتصرت: "بدأت تتنازل.. إذا فأنت مخطيء!!"
قال بعصبية: "أتنازل لأجلك في أمر لا أرى له أي أهمية.. وأنا لست بمخطىء إن أردت أن تعرفي وجه نظري.."
أرسلت له وجه حزين وصمت..
قال: "يبدو أننا لن نصل لحل يرضي أيا منا.."
قلت: "لا لن نصل.."
صمتنا لحظات طالت قليلا.. ثم أرسل: "حسنا.. وماذا بعد"
قلت: "لا شيء.. أنت لن تتغير.. وأنا لن أكف عن مشاعري تلك.. سأجد طريقة للتعايش مع هذا.. ليس لتفاهة الموضوع كما تظن.. بل هو كبير في نظري.. ولكن ما يجعلني أتحمل هو أمر أعظم منه بكثير.. مشاعر حبي لك تتضائل بجوارها كل المشاعر الأخرى.. حتى الغيرة.. التي أوجدها حبك.. هي وليدته وابنته المُتعبة.. والتي سأحاول ترويضها.. فالغيرة حب غاضب في نظري"
بعد صمت قال: "كلماتك تلك تضعفني.. حقا لا أود أن أضايقك.. ولكن....."
وصمت.. وفهمت.. إن أكمل سيعيد حديثه الأول.. كلماته، وأسبابه، وتفسيراته.. كلها من جديد
قلت كلماتي مرفقة بوجه مبتسم: "أفهم.. انتهينا من هذا الحديث.. لن نثيره ثانية إلا بعد وقت طويل.."
قال برفق أو هذا ماشعرته: "أمتضايقة مني.. حقا؟!"
رددت وانا أبتسم: "قليلا.. لكن لا تقلق لن يطلع النهار على ذلك الضيق.. لن أقوى على أن أغمض جفوني وبداخلي مشاعر سلبية تجاهك"
رد: "أحبك حقا.."
قلت مشاكسة إياه : "سأحاول تصديقك هذه المرة"
أرسل وجوه ضاحك، ثم قال: "لن تتغيري أبدا".... ثم أكمل: "قول لي ما الذي ستفعلينه اليوم؟!!"
رددت: "اليوم؟!!.. لقد انتهى اليوم يا عزيزي!!.. سأنام على ما يبدو.."
قال: "حسنا حبيبتي.. سأفعل مثلك تماما.. لقد كان يوما متعبا حقا"
أرسلت له وجه باسم.. لقد أثارت جملة " لقد كان يوما متعبا حقا" ضيقي من جديد.. وقد قفزت صورة حديثه مع تلك الزميلة إلى ذهني
قال:" تصبحين على خير حبيبتي"
قلت: "تصبح على خير"
أغلقت الكمبيوتر.. ونهضت وأنا أفكر في تلك المحادثة.. وما آلت إليه.. أخاف أن يأتي اليوم التي تزداد فيه تلك التراكمات بداخلي إثر هذا الموضوع لتصنع سدا كبيرا بيننا.. أخاف كل الخوف
أطفأت الضوء.. وتدثرت جيدا وعقلي يفكر ويفكر.. إلى أن رحت في نوم مليء بأحلام تجسد هواجسي وقلقي..
نمت و أنا على أمل أن لا يتعدى الأمر سوى هواجس وأحلام وخوف لا منطقي...
-----------------------------------------------------------
شكر خاص لصديقتي العزيزة مهــا ناصــف
-----------------------------------------------------------
جميلة جداً جداً :):) أكثــر من رائعـــة (كالعادة طبعاً)
ردحذفأعجبتى بشــدّة :):):)
vrbena y5lek 7amdy :D
ردحذفw l7l m2ltleesh inaha twela :D
I ENJOY READING YOUR NOTES A LOT :D
ردحذفw sawa2an kanet tawela aw qasera fa ana bastamte3 be qera2et-hom fe kelta al 7alteen :D:D
راااائعة :)
ردحذف